الإرهاب

جرائم الإرهاب

تحرض الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم الأفراد وخاصة الشباب على مغادرة بلدانهم الأصلية والسفر إلى المناطق التي يحتد بها الصراعات وخاصة في سوريا والعراق وليبيا- وقد تغيرت طريقة استهداف ذلك المجندين في استقطابهم وزرع ثقافة التطرف فيهم- فازداد التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرقمية الأخرى.

فمع التقدم التكنولوجي والتطورات التقنية الحديثة أصبح العالم قرية صغيرة للغاية ويستطيع أي شخص بالعالم مخاطبة أي شخص آخر أو مجموعة أفراد في مكان آخر مهما كانت المسافة بينهما أطول.

ويشتمل الإرهاب على مجموعة من التعريفات المعقدة وتندرج تحت مفهوم الإرهاب الجرائم المنظمة في مناطق الصراعات- والمقاتلون الإرهابيون الأجانب- والإرهاب المنفرد الذي يصدر من شخص تدرب على كافة أنواع العنف والإيذاء باستخدام مواد كيميائية أو بيولوجية أو مفرقعات أو أسلحة.

وجرائم الإرهاب بشكل عام إنما ترتكب بهدف إثارة ذعر سكان ولاية أو منطقة ما أو دولة ما- وتهدف تلك الجرائم إلى إجبار فئة معينة أو مؤسسة من مؤسسات أي دولة ما على اتخاذ إجراء ما أو الكف عن اتخاذ ذلك الإجراء- وكذلك زعزعة الاستقرار زعزعة جسيمة أو تدمير الهياكل السياسية أو الدستورية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الأساسية في الدولة أو في منظمة حكومية دولية.

وتتنوع جرائم الإرهاب وتتمثل في أنواع مختلفة من الجرائم مثل القتل أو الإيذاء أو الاختطاف أو التخريب أو التدمير العام- لذلك سوف نتحدث في هذا المقال أولا عن تعريف جريمة الإرهاب وثانيا عن الشبكات الإرهابية والأسلحة التي يقومون باستخدامها لارتكاب جرائمهم- وثالثا حقوق الأشخاص المتضررين من جرام الإرهاب واحتياجاتهم.

أولا:- تعريف جرائم الإرهاب:-

يقصد بجرائم الإرهاب تلك الجرائم التي يتضرر منها كل شخص أو مؤسسة داخل دولة منها بهدف إجبار هؤلاء الأشخاص أو المؤسسات عن اتخاذ إجراء ما أو الكف عن إجراء ما- ويترتب عليها إثارة الذعر وإلحاق الضرر الجسيم بدولة أو المؤسسة التي يعنيها.

فكما أوضحنا سلفا أن جرائم الإرهاب تعتبر من الجرائم ذات طبيعية خاصة وترتكب من أجل إجبار شخص ما أو مؤسسة ما عن اتخاذ أي إجراء يكون في هدف محرضي الإرهاب أو الكف عن إجراء يكون أيضا من مصلحة محرضي تلك الفئة الإرهابية.

وجرائم الإرهاب ترتكب بعنف شديدا وتؤدى إلى إلحاق الضرر بالفئة المعتدى عليها- أضرار مادية وجسدية ومعنوية- بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح والممتلكات وما يترتب على ذلك من آثار سلبية أخرى.

ثانيا:- الشبكات الإرهابية والأسلحة التي يقومون باستخدامها:-

من المعلوم أن الإرهاب جريمة منظمة ويحركها ويمولها أشخاص لهم مصالح مادية أو لوجيستية في دولة ما أو مؤسسة ما- فهي جريمة لا تتم بصورة عشوائية إلا في حالات نادرة جداااا- ويتكون الإرهاب من مجموعة من الشبكات والتنظيمات التي يحركها أشخاص ذات مصالح متنوعة- وهذه الشبكات من الممكن أن تتواجد داخل دولة ما في عدة أقاليم كالشبكات المحلية ويتكون معظم أفرادها من اشخاص ينتمي الى الدولة التى يتواجدون فيها ويكون الغر منها الانتقام من نظام ما او سياسة ما- او التحريض على العنف وارتكابه ضد طائفة ما.

وهناك أيضا شبكات إرهابية دولية تتنوع وتتعدد بين مختلف أنحاء العالم وتتخذ في كل دولة مقر لها (داعش) على سبيل المثال ويتكون أفرادها من عدة جنسيات لدول مختلفة بالإضافة إلى المرتزقة والذين يقومون بتلك الأعمال الإرهابية من أجل الأموال وليس لأي غرض آخر- وتلك الشبكات الإرهابية تقوم بأعمالها داخل عدة دول من أجل تغيير نظام سياسي أو اضطهاد طائفة ما- وكل ذلك يتم بتحريك دولي خارجي من اجل مصالح متبادلة لتلك الدول.

وتلك الشبكات الإرهابية التي أشرنا إليها سلفا تقوم باستخدام عدة أسلحة في العنف التي تمارسه تجاه الأفراد والمؤسسات- وهذه الأسلحة تتنوع ما بين أسلحة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية ومتفجرات والتي بدورها يترتب على استخدام تلك الأسلحة دمار كبير للشعوب والبنية التحتية لتلك الدول التي تمارس فيها.

ويقدم الإنتربول الدولي للدول الأعضاء به الدعم اللازم لمنع وقوع مثل هذه الاعتداءات والاستعداد لمواجهتها والتصدي لها وهذا يعنى بالطبع وضع آليات للوقاية والمواجهة تنسق بين مختلف الجهات المعنية داخل كل دولة من أجل القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة.

ومن بين هذه الجهات المعنية الجيش والشرطة والاستخبارات وحرس الحدود كل هذا من أجل التنسيق فيما بينهم للقضاء على ظاهرة الإرهاب التي أصبحت منتشرة بشكل كبير وخطير جدا.

ثالثا:- حقوق الأشخاص المتضررين من جرائم الإرهاب:-

مما لا شك فيه أن جرائم الإرهاب تمثل اعتداء خطيرا وكبيرا على الدول والمجتمعات المختلفة ويترتب عليها أضرار جسيمة وخاصة التي تقع على الأفراد والتي تؤدى إلى إزهاق أرواحهم أو إلحاق الأذى الجسدي بهم بأي صورة كانت.

وهؤلاء الأشخاص المتضررون من جرائم الإرهاب لا بد أن يكون لهم عدة حقوق جراء تضررهم من تلك الجرائم الشنعاء وأبسط هذه الحقوق هو توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم ولذويهم حتى يتم تعافيهم تماما مما  تعرضوا له من جرائم إرهابية بالإضافة إلى توفير كافة سبل الراحة والأمان لهم وتكفل الدول التي يحملون جنسيتها أو أي دولة وقع الاعتداء عليهم بداخلها لابد أن تتكفل بكافة نفقات علاجهم.

بالإضافة إلى ضرورة صرف تعويضات وإعانات لهم إذا ترتب على الاعتداء عليهم خسائر مادية من جرأ الجرائم الإرهابية الغشيمة- وهذه هي أبسط حقوق الأشخاص الذين تم الاعتداء عليهم أو تم إلحاق أي أذى بهم جراء تلك الجرائم- وأخيرا يجب أن تتخذ الدولة التي تم بها الاعتداء إجراءات حازمة من أجل القبض على هؤلاء الأشخاص والتنكيل بهم.